تطبيق فلسفة اللين فى إدارة المشروعات بإستخدام نمذجة معلومات البناء

تعكس أهداف المشروع بشكل عام احتياجات ورغبات أصحاب المصلحة في المشروع، ويجب تنسيق هذه الاحتياجات والرغبات المتنوعة جماعيًا لتجنب التعارض مع أهداف المالك.

ويرتبط نجاح المشروع ارتباطًا وثيقًا بالتعاون بين أصحاب المصلحة مع تكامل المعلومات بين الجميع خلال دورة حياة المشروع. وتساعد نمذجة معلومات البناء (BIM) على ترجمة القيمة لدى المالك إلى مشروع ناجح من خلال تمكين تدفق المعلومات المستمر وتقديم منتج عالي القيمة.

وتعتبر عملية البناء واحدة من أقدم الصناعات والتى يُنظر إليها على أنها مجموعة من الأنشطة التي تهدف إلى تحقيق ناتج معين. وتشمل عملية الإنشاء على أنواع مختلفة من الفواقد والتي قد تحول المشروع الجيد إلى مشروع سيء، حيث تُوجد الكثير من الفواقد والهدر أثناء عملية البناء والتى قد ترجع إلى سوء التصميم، وسوء المشتريات والتخطيط، وعدم الإستخدام الأمثل للموارد، وبقايا المواد الخام، والتغيرات غير المتوقعة في تصميم المبنى وغيرها. والمصدر الرئيسى لهذه الفواقد هو مشاركة المعلومات دون المستوى الأمثل، وعدم فهم الطبيعة التكرارية لمراحل التصميم المفاهيمية والتخطيطية.

إن فلسفة اللين ترى أن الأنشطة التي تنتج تكلفة سواء مباشرة أو غير مباشرة، ولكنها فى نفس الوقت لا تضيف قيمة أو تقدمًا إلى المنتج أنها فاقد أوهالك فى المشروع، حيث تعتمد هذه الفلسفة على مبدأين رئيسين هما: في الوقت المناسب (JIT)، مراقبة الجودة الشاملة (TQC).

إن فلسفة اللين عبارة عن تحول نموذجي وطريقة جديدة للتفكير، والتي تغير النظرة التقليدية لعمليات تسليم البناء: من سلسلة من المهام المنفصلة والمتصلة إلى عرض البناء كتدفق للأفكار والمواد والمعلومات عبر الزمن. حيث يتم النظر إلى صناعة البناء والتشييد كصناعة لديها إمكانات لتطبيق هذه المنظورات الجديدة الهائلة لمفاهيم الإنتاج في عمليات البناء وذلك لتحسين الأداء الإنشائي العام في مرحلتى البناء والتصميم. وقد بدأت هذه الفلسفة فى مجال الصناعات وحاليا يتم تطبيقها على المشاريع حيث تهدف الى الوصول إلى أقل حد ممكن من الفواقد التى تحدث أثناء عملية البناء.

وعلى الجانب الآخر فإن نمذجة معلومات البناء تهدف إلى وجود تعاون أكبر بين فرق المشروع خلال مراحل التصميم والبناء للمشروع. حيث تمكننا نمذجة معلومات البناء (BIM) من إدارة هذه الفواقد المختلفة خصوصا فى عملية التصميم بكفاءة وفاعلية عن طريق عمل نموذج يحتوى على كل معلومات المبنى يسهل من عملية التواصل بين أصحاب المصلحة ويمكننا من أخذ تغذية راجعة من المالك فى مرحلة مبكرة من مراحل التصميم بما معه يمكن تجنب مشاكل التصميم.

إن "التصميم هو عملية مفتوحة وتكرارية، حيث التغييرات والتكرارات ضرورية لتحسين التصميم والمنتج النهائى" وفى هذا العرض التقديمى سيتم شرح نموذجين لتوضيح الفرق بين عملية تدفق المعلومات التقليدية والمتمثلة فى الطريقة التقليدية للتصميم، وتدفق المعلومات عند استخدام نمذجة لمعلومات البناء.

وتُظهر نتائج المقارنة قدرة عالية على تحويل مرحلة التصميم التقليدية من عملية تصميم رديئة إلى عمليه شبه متكاملة من خلال استخدام نمذجة معلومات البناء. حيث سيعزز نموذج BIM من نقل المعلومات إلى أعضاء فريق المشروع وسيوفر بيئة تتيح لهم التفاعل والتعاون مع بعضهم البعض بشكل أكثر فعالية واتخاذ قرارات متكاملة ودقيقة في الوقت المناسب بعد القضاء على العديد من الفواقد في المراحل المبكرة.